إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

653 ـ لَبِيد العامِري (000 ـ 41 هـ = 000 ـ 661 م)

لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري، أبو عقيل العامري: أحد الفرسان الأشراف في الجاهلية. يُعد من أشهر الشعراء المخضرمين المعمرين. من أهل عالية نجد. نشأ لبيد كريماً كأبيه ونذر في الجاهلية ألا تهب الصبَّا إلا أطعم الناس حتى تسكن، وظل على نذره في الإسلام. أدرك الإسلام، ووفد على النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنة وفد قومه بنو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامربن صعصعة، فأسلم وحسن إسلامه. ويُعَدّ من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. ويكاد الرواة يجمعون على أن لبيد هجر الشعر منذ أن هداه الله إلى الإسلام، فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً واحداً، ففي رواية عندما قال له عمر بن الخطاب يوماَ: "يا أبا عقيل، أنشدني شيئاً من شعرك"، فقال له: "ما كنت لأقول الشعر بعد أن علّمَني الله البقرة وآل عمرن. وفي ديوانه عدد من القصائد لا تتفق مع هذه الرواية، بل إنها تظهر أن لبيد ظل ينظم الشعر في الإسلام. وهو أحد أصحاب المعلقات. ومطلع معلقته:

"عفت الديار محلها فمقامها

بمنى، تأبد غوها فرجامها"

جُمع بعض شعره في ديوان صغير، ترجم إلى الألمانية. وفي شعر لبيد صلابة لفتت أنظار العلماء بالشعر. ويكاد الرواة يجمعون على أن لبيد قد جوَّد فن الرثاء، وبرع فيه كل البراعة. ومن أشهر قوله في طول أجله، أبياته التي ورد فيها:

"ولقد سئمت من الحياة وطولها

وسؤال هذا الناس كيف لبيد؟

وعاش لبيد عمراً طويلاً، وقيل أنه عاش مائة وعشرين عاماً. وقيل مائة وأربعين، وقيل مائة وستين سنة. ومات بالكوفة.